تدوير المخلفات البلاستيكية

نعلم جميعًا أن أهم فوائد إعادة التدوير تكمن في استعادة المواد الخام وإعادة تصنيعها وذلك من أجل حفظ الطاقة والموارد.

لكن للأسف فلم يكن البلاستيك مشمولًا بذلك رغم أهمية إعادة تدويره بسبب أهميته ومن أجل توفير النفط الذي يتم انتاج البلاستيك منه. وكذلك الطاقة التي يتم هدرها في هذه العملية.

لكنه أصعب في الفصل أثناء إعادة التدوير من المعادن، وذلك بسبب تماثل الكثافة وتعدد الألوان التي يمكن أن يتلون بها. وكذلك اختلاف أنواع البلاستيك عن بعضها بالكثافة واللون والخصائص، مما جعل طرق التخلص من النفايات البلاستيكية ضارة جدًا بالبيئة وبالصحة العامة ومنها الحرق أو الطمر.

حسنًا هذا كله كان قبل قدوم مايك بيدل بفكرته المذهلة والتي سنوضحها في مقالنا.

بدايات مشروع تدوير المخلفات البلاستيكية

ترك بيدل، الحاصل على درجة الدكتوراه في الهندسة الكيميائية من Case Western وماجستير في إدارة الأعمال من Stanford، وظيفة جيدة في Dow Chemical في عام 1992 على أمل حل اللغز الصعب المتمثل في إعادة تدوير البلاستيك.

خلال السنوات السبع التالية، جذب حوالي 7 ملايين دولار في شكل منح وقروض من ولاية كاليفورنيا، ووكالة حماية البيئة ومجموعات تجارية.

وقد مكنه هذا المال من تطوير مجموعة من التقنيات اللازمة لصنع كريات بلاستيكية عالية الجودة – والتي يمكن استخدامها في صنع منتجات جديدة – من النفايات الكبيرة في مرحلة ما بعد الاستهلاك، خاصةً النفايات الإلكترونية والسيارات غير المرغوب فيها. وهو يسمي هذه النفايات “مناجم فوق الأرض”.

فالبلاستيك أكثر أهمية من الفولاذ بمراحل وهناك الكثير من البلاستيك يتم إنتاجه واستخدامه حول العالم بكميات أكبر من الفولاذ سنويًا.

منذ أن بدأ الجولة الأولى من رأس المال الاستثماري في عام 1999، جذبت شركته لإعادة تدوير البلاستيك MBA Polymers، أكثر من 150 مليون دولار من المستثمرين؛ فلقد أثبتت الشركة أن اقتصاديات إعادة تدوير البلاستيك يمكن أن تنجح، طالما أن هناك كمية كافية من النفايات لإعادة معالجتها، كما أن إغلاق الحلقة على البلاستيك يوفر أيضًا فوائد بيئية كبيرة.

لا تؤدي إعادة تدوير البلاستيك إلى إبعاد النفايات عن مقالب القمامة والمحيطات فحسب، بل تقلل أيضًا من الحاجة إلى المواد الأولية القائمة على النفط، وتتطلب طاقة أقل بنسبة 80% من تصنيع البلاستيك من النفط وتقلل انبعاثات الكربون بشكل كبير.

آلية تدوير المخلفات البلاستيكية

بعد أن يتم فصل المعادن عن النفايات يبقى البلاستيك وأشياء أخرى…

في البداية يقومون بتنقيتها يدويًا لإزالة أي أشياء أخرى كالسجاد والمطاط والمعادن التي لم ينتبهوا لها والخشب وغيره. ثم يدخل البلاستيك إلى الآلات والتي تشبه إعادة التدوير التقليدية ويتم استخدام المغناطيس وتصنيف الهواء، لنحصل في نهاية العملية على مركب من البلاستيك الممزوج الذي يحوي أنواع ودرجات كثيرة من البلاستيك.

لتبدأ بعدها عملية الفصل متعددة الخطوات حيث يقومون بطحن البلاستيك إلى أحجام صغيرة جدًا، ويتم استخدام عملية آلية عالية لفرز تلك المواد البلاستيكية ليس بحب النوع فقط بل الدرجة أيضًا.

في نهاية هذه العملية نحصل على رقائق صغيرة من البلاستيك بنوع واحد ودرجة واحدة، ثم يتم استخدام الفرز الضوئي لفرز المواد البلاستيكية حسب اللون ويتم مزجها في 50000 رطل من مزيج الصوامع.

ثم يقومون بدفع هذه المواد إلى الثقوب، حيث تتم إذابتها ودفعها من خلال ثقوب صغيرة لصنع خيوط بلاستيكية تسبه السباغيتي، ثم يتم تقطيع هذه الخيوط إلى كريات والتي ستصبح العملة في صناعة البلاستيك.

اقرأ أيضًا:

طُرق مجنونة ومتجددة حول استعمال البلاستيك في تدوير ناجح

الصعوبات التي واجهها مايك بيدل

نتيجة هذا، فإن بيدل فخور حقًا. فهو يعتبر نفسه صديقًا للبيئة، فضلًا عن كونه رائد أعمال. ويقول: “أنا أكره الهدر فعلًا”.

لكن بيدل يشعر بخيبة أمل لأنه لم يتمكن من دفع الشركة إلى أبعد من ذلك؛ حيث يتم إلقاء ما يصل إلى 500 مليار رطل من البلاستيك كل عام، وتحصل MBA Polymers على نسبة ضئيلة جدًا منها.

كما شكر بيدل زمالة سلون لمنحه بعض الأدوات والثقة لمتابعة حلمه في البدء، فأثناء تواجده في جامعة ستانفورد، كان قادرًا على العمل في خطة الأعمال لـ MBA Polymers.

بعد حوالي 20 عامًا على رئاسة الشركة، تنحى السيد بيدل عن منصب رئيس MBA Polymers في عام 2014، وقد عاد للعمل في ريادة الأعمال من جديد وقام بتأسيس شركة أخرى في عام 2015، وهي شركة Material Solutions، إنها منظمة لمساعدة رواد الأعمال في التكنولوجيا النظيفة على تطوير أعمالهم بشكل أسرع من خلال نقل خبراته العظيمة.

اقتباسات مايك بيدل

كما يقول مايك بيدل علينا العودة إلى الطبيعة، فالطبيعة الأم تهدر القليل فقط وتعيد استخدام كل شيء تقريبًا.

أتمنى أن تتوقف عن النظر إلى نفسك كمستهلك. هذه علامة لطالما كرهتها طوال حياتي، وانظر إلى نفسك فقط كمستخدم للمواد بشكل واحد حتى يكون بإمكانها التحول إلى شكل آخر لاستخدام آخر في وقتٍ لاحق.

هذا الرجل سيقنعك بإعادة تدوير البلاستيك في 20 دقيقة!

أعتقد أنه لا كلام يمكن أن يضاف على هذا الكلام الرائع لكن كما نقول دومًا، لكلٍ منا دور هام وتقع عليه مسؤولية عظيمة في حفظ الموارد وإعادة التدوير.

ومن موقعنا هذا سنلهمكم بالعديد من الأفكار التي ستساعدكم في طريق تدوير المخلفات البلاستيكية وغيرها.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية مترجمة للغة الانكليزية وكاتبة محتوى في جميع الاختصاصات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *