اعادة تدوير الزجاج

لماذا أصبح اعادة تدوير الزجاج في غاية الأهمية في وقتنا الحاضر!

لأن كوكب الأرض أصبح بمثابة طائرة على وشك السقوط، وباعتبارنا ركاب لتلك الطائرة، فلا يسعنا الانتظار أكثر من أجل محاولة إنقاذها. إذن كيف نُعيد الحياة لكوكبنا من جديد؟ وكيف تساعد إعادة تدوير الزجاج في إنقاذ عالمنا؟

دعونا لا نستهين بعاداتنا السيئة وآثارها السلبية

إننا نقوم باستنزاف موارد الطائرة، من وقود وطعام وتبقى محركاتها تعمل بلا توقف، نستهلك كل ما تراه أعيننا، نلهو ونحتسي المشروبات الباردة، ثم نلقي بالزجاجات الفارغة، في أرضية تلك الطائرة، وهذا بدوره يتسبب في إيذائنا وبالتبعية إيذاء الكائنات الحية من حولنا، حتى صار الكوكب كله يختنق وأصبح حانقا علينا مع مرور الوقت.

بفضل ما تصنعه أيدينا أصبح الوضع كارثيا بعض الشيء، ذلك لأنه لم يعد لوجودنا متسع، أصبحت الزجاجات تضيق علينا الأفق، وتشاركنا المساحة وتتسبب في هجوم أعداد لا حصر لها من الذباب بسبب القمامة، بل وصارت تشاركنا الهواء الذي نتنفس. للأسف هذا هو الحال.

ما رأيك في هذا؟  شعور بالغ الرهبة أليس كذلك! إذن هل سنحاول الحفاظ على ما تبقى من كوكبنا! لابد من ذلك، على كل إنها رحلتنا جميعًا. سيتطلب الأمر بذل القليل من الجهد لإعادة إحياء الأرض مرة أخرى في محاولة لاكتشاف طرق جديدة لإعادة التدوير، ولا سيما تدوير الزجاج والذي سيكون أبسط من عملية صنعه من البداية وهي التقنية الأفضل بهدف التقليل مما نفقد أو نستخدم من موارد في المقام الأول.

بالطبع أحد عاداتنا اليومية هي إلقاء زجاجات فارغة ما يهدد السلامة والبيئة، هذا بسبب أنها قد تستغرق ما يصل إلى مليون عام حتى تتحلل مرة أخرى، ولكن تتوافر حلول مختلفة ولا تحصى وبإمكانات بسيطة رغم ذلك. أحد أهم هذه الحلول هو إعادة تدوير النفايات الزجاجية بطرق عديدة، من أجل الإبقاء على بيئة صحية وأيضا مفعمة بالحيوية. فبدلا من ترك الزجاج يتراكم بمكب النفايات يمكن المساعدة في تقليل التلوث عن طريق استخدام الزجاج المصنع سابقا.

كيف يساعد اعادة تدوير الزجاج في التقليل من الأضرار المحدقة بالبيئة

اعادة تدوير الزجاج له فوائد بيئية كبيرة. فهو يوفر المواد الخام ويقلل من الطلب على الطاقة ويخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، منافعه عديدة وهذه أبرزها:

  • يحفظ الموارد الطبيعية، فكل طن من الزجاج المعاد تدويره يوفر أكثر من طن من المواد الخام اللازمة لإنشاء زجاج جديد، بما في ذلك 1300 رطل من الرمال؛ 410 رطل من رماد الصودا. و380 رطلا من الحجر الجيري.
  • يوفر كلفة تصنيع الزجاج من المواد الخام لأول مرة، لأنه في حالة إذابة الزجاج المستعمل قبلا فإنه يذوب عند درجة حرارة منخفضة. فصنع زجاج جديد يعني تسخين الرمال ومواد أخرى لدرجة حرارة تصل إلى 2600 درجة فهرنهايت، وهذا يعني أن استهلاك تصنيع منتجات الزجاج المعاد تدويره يستلزم طاقة أقل بنسبة 40 في المائة بالمقارنة مع صنع زجاج جديد من المواد الخام.
  • يقلل من تلوث الهواء بنسبة 20٪ وتلوث المياه بنسبة 50٪. حيث يتطلب تصنيع الزجاج الكثير من الطاقة ويولد الكثير من التلوث الصناعي، بما في ذلك الغازات الدفيئة.
  • تصبح مساحات مدافن النفايات أقل بشكل لا يصدق، والتي يتم شغلها بواسطة زجاجات ومرطبانات مستعملة. ومن السهل إدراك أن هذا يعني وجود كمية أقل من الأشياء الزجاجية الموجودة في صندوق النفايات.

توجد مخططات لإعادة تدوير الزجاج في دول عديدة في الوقت الحالي مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وتتمثل في تواجد صناديق محددة خصيصًا لجمع الزجاج لإعادة تدويره، في الأماكن العامة مثل محلات السوبر ماركت ومواقف السيارات وغيرها من الأماكن.

 هذه الإجراءات البسيطة تقدم تحفيز إضافي للمواطنين لإعادة تدوير الزجاج، فتقوم عدة ولايات أمريكية مثلا بتقديم استردادات نقدية لمعظم الزجاجات، في بعض المناطق، يمكنك وضع أموالًا إضافية في جيبك عند القيام بجمع الزجاجات واستبدالها. والمثير للدهشة حقا بشأن الزجاج أنه يمكن إعادة تدويره بنسبة 100 في المائة، ما يعني إعادة تدويرها مرارًا وتكرارًا، مع عدم فقد النقاء أو الجودة في الزجاج.

كيف تتم عملية اعادة تدوير الزجاج

 اعادة تدوير الزجاج ليست دائما عملية شاقة، يتم أخذ الزجاج إلى مصنع للتصنيع أو إعادة التدوير، يتم فصل أي مكون آخر بعيدا، ثم تقسيم الزجاج إلى أجزاء أصغر، وبعدها يتم تكسير القطع المكسورة وإعدادها لخلطها مع المواد الخام الأخرى مثل رماد الصودا والرمل. ثم يتم إذابة المواد الخام والقطع الزجاجية في الفرن ثم تشكيلها في قوالب لصنع زجاجات جديدة بألوان وأحجام مختلفة.

لأن الزجاج مصنوع من مواد طبيعية ومستقرة مثل الرمل والحجر الجيري، يكون للقارورات الزجاجية معدل تفاعل كيميائي منخفض مع محتوياتها. نتيجة لذلك، يمكن إعادة استخدام الزجاج بأمان، على سبيل المثال زجاجات المياه القابلة لإعادة التعبئة. يمكن استخدامه حتى لصنع الأسوار والجدران.

الاستخدامات المتعددة للزجاج المعاد تدويره

إلى جانب كونه العنصر الرئيسي في العبوات الزجاجية الجديدة، فإن الزجاج المعاد تدويره له أيضًا العديد من الاستخدامات التجارية الأخرى – من إنشاء بلاط الديكور ومواد المناظر الطبيعية إلى إعادة بناء الشواطئ المتآكلة، أو يمكن إذابة الزجاج وتحويله إلى أشكال وتصميمات مختلفة لا حصر لها بداية من أكواب الشرب إلى الألياف الزجاجية والأعمال الفنية عن طريق مزج الألوان ليكون الناتج قطع منحوتة ملونة تستخدم في التزيين الداخلي للمنازل والخارجي مثل البنايات واللوحات التي أصبحت تستخدم في إنشاء مختلف تقنيات الإضاءة، وصنع المنحوتات الصغيرة والحلي.

وهنا يأتي العامل الأبرز وهو تطوير أفكار الفن الذاتي لدى الإنسان وتعزيز الفكر تجاه الوعي البيئي، ما سيحول العالم إلى مشهد ساحر مفعم بالحيوية بطرق يدوية بسيطة. إنها لعبة صغيرة ممتعة.  حيث أن هذا الانصهار الناتج عن القوة والجمال لا يأخذ سوى القليل جدا من الكوكب، بل ويعيد منتجا غنيا بالملمس العضوي الملون، صديق للبيئة، وبتكلفة معقولة ويوفر حياة لمورد مميز يتصف بقوة استثنائية وجمال أخاذ.

اقرأ أيضًا:

 فما هو المانع لجعل عالمنا أفضل من خلال اعادة تدوير الزجاج، عالم مزين بعناية، لتكن محاولة في جعله ساحرا بشكل لا يصدق، لنصبح أشخاصا يرغبون في التغيير للحفاظ على الأرض، فلنبدأ في إنشاء ركائز أساسية للحصول على بيئة صحية ذات مظهر مناسب.

لم نخسر فرصتنا بعد للحفاظ على هذا الكوكب الرائع، وعلى استمرارية الحياة لملايين الكائنات التي تتدرج في السلسلة الغذائية، للإبقاء على مجتمعاتنا مسالمة وعادلة، تحفظ حقوق كل من يعيش بها بتأدية واجبنا تجاه تلك الكائنات والأجيال القادمة. حتى تعرف أكثر عن أهمية إعادة التدوير بصفة عامة، تفضل بالاطلاع على محتوى هذا المقال على موقعنا: إعادة التدوير: تكنولوجيا المستقبل التي تراهن عليها البشرية.

المصادر: 12

عبير سُليمان

طالبة في كلية الآداب قسم الدراما والنقد المسرحي، ذات شغف ومحبة للحياة، مولعة بالكتابة والسفر فكلاهما يأخذانك لعالم ملئ بالإلهام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *