النفايات الالكترونيه

مع ازدياد التطور التكنولوجي والتحديثات المتكررة والدائمة على الأجهزة الإلكترونية والكهربائية، وبما أننا أدمنّا اقتناء أحدث الأجهزة، فلا بد أن كميات الأجهزة القديمة والتي لم نعد نرغب فيها ستصبح لانهائية. وتعتبر النفايات الالكترونيه من المخلفات التي لا يمكننا رميها كما نفعل مع باقي الأنواع من النفايات.

لذا علينا التفكير جديًا بطريقة آمنة ومستدامة للتخلص منها.

أهمية إعادة تدوير النفايات الإلكترونية

تكمن خطورة المخلفات الالكترونية في أن العديد من الأجهزة الإلكترونية القديمة تحتوي على مواد سامة.

تشمل هذه المواد السامة؛ الرصاص والزئبق والكادميوم والبريليوم وكلوريد البوليفينيل والكروم.

وعندما يتم رمي النفايات الإلكترونيه في مدافن النفايات، تتسرب هذه المواد الكيميائية إلى التربة، مما يؤدي إلى تلوث المياه الجوفية والهواء والتربة.

وحيث أن الأجهزة الإلكترونية مصنوعة من مكونات تحتوي على مواد خام قيمة، وأن إعادة تدوير الأجهزة القديمة تحفظ وتوفر الطاقة؛ فهذا يعني أن عددًا أقل من المواد الخام يحتاج إلى استخلاصه من الطبيعة لإنشاء أجهزة جديدة.

إن إعادة استخدام الأجهزة القديمة تمنع الهدر الإلكتروني عن طريق إبعاده عن مدافن النفايات.

كما أنها توفر الموارد المستخدمة لإعادة تدويرها، وتساعد الأشخاص الآخرين الأقل حظًاومستوى مادي في مجتمعك.

لذلك خذ الأجهزة القديمة الخاصة بك لتجديدها (إن أمكن) وامنحهم حياة جديدة.

أخيرًا، توفر إعادة تدوير المواد الخام التي يمكن إعادة تصنيعها عن طريق إنتاج أجهزة جديدة.

نتيجةً لذلك، يتم توفير الطاقة، والتقليل من التلوث، والتقليل من انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

وتعتبر الأسباب التي تؤكد أهمية إعادة تدوير النفايات الإلكترونيه هي نفسها التحديات التي تجعل من إعادة تدويرها أمرًا صعبًا ومختلفًا عن باقي النفايات.

حيث لا يمكن وضع الإلكترونيات بالقمامة أو ضمن المواد القابلة لإعادة التدوير، لأن المشكلة تتعلق بالمكونات التي تدخل في معظم الأجهزة الإلكترونية، بدءًا من الهواتف المحمولة إلى الكاميرات إلى أجهزة الكمبيوتر.

تحتوي هذه الأنواع من الأجهزة على مكونات ضارة ومفيدة، لا يمكن إعادة تدويرها كوحدة واحدة، ولكن يجب تقسيمها حتى يمكن استخدامها مرة أخرى.

خطورة النفايات الالكترونيه

مشاريع إعادة تدوير النفايات الإلكترونية حول العالم

تدرك العديد من الدول أهمية وخطورة النفايات الإلكترونية، لذلك تعمل على إنشاء مصانع وشركات خاصة بهذا العمل.

كما في استراليا وألمانيا والصين والولايات المتحدة ومصر والسعودية.

إن عملية إعادة التدوير متشابهة تقريبًا في كل الأماكن حيث يتم نقل النفايات الإلكترونية إلى مرافق إعادة التدوير.

يتم هنا فرز العناصر وتفكيكها وفصلها حسب النوع، يتم إعادة تدوير المعادن والبلاستيك والمواد الأخرى إلى منتجات جديدة.

ثم يتم التخلص من الأجزاء التي لا يمكن إعادة تدويرها بحذر قدر الإمكان.

اقرأ أيضًا:

الخشب المعاد تدويره: المفتاح الحقيقي لبيئة مستدامة

الولايات المتحدة واستراليا

يمكنك الاتصال بشركة JDog Junk Removal & Hauling في أمريكا وتحدد موعد لتأتي وتأخذ نفاياتك الإلكترونية لتعيد تدويرها مجانًا.

وهذا ما يشجع على إعادة التدوير وعدم التخاذل، ونفس الأمر في مشروع تدوير النفايات الالكترونية MRI في مدينة سيدني الأسترالية.

ألمانيا

وقد طوّرت ألمانيا طريقة إعادة تدوير المخلفات الإلكترونية من خلال أول مشروع لاستعادة مادتي الليثيوم والجرافيت الثمينتين من الأجهزة الإلكترونية المعاد تدويرها.

حيث أن هدف مشروع كلوزوي تطوير حلول لإعادة تدوير النفايات الالكترونية، وقد تمكنت شركة “اكوريك” الألمانية من إيجاد تقنية تسمح باستعادة هاتين المادتين منفصلتين عن بقية المواد.

وهي أحد الشركاء في مشروع “كلوزويي” الهادف لإعادة تدوير الأجهزة الكهربائية من أجل اقتصاد صناعي تدويري في أوروبا.

إنها خطوة هامة وغير مسبوقة، فهاتان المادتان هامتان ونادرتان والطلب متزايد عليهما كما أن سعرهما خيالي وقد تزايد اضعاف خلال الأعوام الماضية.

لذا فقد جاءت فكرة “كلوزوي” بسبب ضرورة التقليل من استهلاك هذه المواد.

مخلفات إلكترونية

الصين

تسعى الصين الى تحسين طرق تدوير النفايات الالكترونية، فوفقًا لتقرير للأمم المتحدة؛ فإن الصين وأمريكا ينتجان ثلث النفايات الإلكترونية.

لمواجهة هذه الأزمة طرحت شركة “بايدو” الصينية برنامج للحد من التعامل الخاطئ مع المخلفات الإلكترونية.

وهو برنامج على الانترنت يدعى محطة إعادة التصنيع، وقد طُوِّر بالاشتراك مع برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

ويعمل عن طريق البدء بطباعة علامة، ومن ثَم هناك عدة خيارات لمنتجات إلكترونية قد ترغب بإعادة تصنيعها.

لنفترض أنك نريد إعادة تصنيع ثلاجة قم بتحديد حجمها وتاريخ نقلها والتقاط صورة لها ثم اختيار موقعك وستأتي شركة وتحملها.

كما قد يتم مقايضة القديم بالجديد، وتعتبر هذه الحركة رائعة لزيادة الوعي بما يتعلق بإعادة تدوير النفايات الالكترونيه.

قد يهمك:

15 طريقة مبتكرة لإعادة استخدام الزجاجات البلاستيك المهملة

مصر ومواجهة النفايات الالكترونيه

تم إنشاء شركة ريسيكلوبيكيا، وهي أول شركة مصرية -ومن أوائل الشركات في الشرق الأوسط- التي تُعنى بالمخلفات الإلكترونية وإعادة تدويرها.

كما أقامت وزارة الاتصالات، مشروع صناعات التدوير المستدامة SRI من خلال التعاون مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا “سيدارى” وتم التمويل من أمانة الدولة للشؤون الاقتصادية بالحكومة السويسرية.

يهدف المشروع إلى حماية البيئة من المخلفات الضارة للتكنولوجيا من خلال استخدام الطرق المناسبة والعلمية لإعادة تدوير النفايات الالكترونيه بأمان.

وذلك من خلال تجميعها ثم تفكيكها وإعادة تصنيعها أو تصديرها أو حتى التخلص الآمن منها.

الكتروبيكا مبادرة مصرية لإعادة تدوير المخلفات الإلكترونية بمقابل مادي أو بإعطاء الأفراد شهادة تقر بجهودهم بالمحافظة على البيئة، ويعطون هذه المخلفات للمصانع التي تقوم بإعادة التدوير.

كما يعمل العديد من الشباب المصريين ومنهم المشاركين في هذه المبادرة بنشر الوعي بين الأهالي.

كما أنهم في طريق تطوير تطبيق ليسهل التوعية والوصول إلى الجميع بسهولة.

لذا لم يعد هناك صعوبة، وحتمًا ستجد من يهتم ويساعدك عندما تريد التخلص من نفاياتك الإلكترونية بشكل آمن.

السعودية

تم إنشاء مصنع “تدوير” وهو المصنع الأول في الشرق الأوسط وشمال افريقيا لتدوير النفايات الالكترونية والكهربائية ويقارب حجمها 3 مليون طن سنويًا في السعودية.

أفكار إعادة تدوير النفايات الالكترونيه

إن الصعوبات لا تنفي قدرتنا كأفراد على المساهمة بإعادة تدوير النفايات الالكترونية بأنفسنا، ومن الأمثلة على ذلك.

إعادة تدوير الأقراص المرنة، حيث يمكننا إعادة تدوير الأقراص المرنة لتصبح كإطارات للصور وكديكور لطيف في المكان.

كما يمكننا صنع العلب من الأقراص المرنة لنضع فيها الأقلام أو غير ذلك.

إعادة تدوير النفايات الالكترونيه

كما يمكننا إعادة تدوير أزرار لوحة المفاتيح لصنع الإكسسوارات المختلفة كعلاقة مفاتيح أو إكسسوارات للزينة.

إعادة تدوير لوحة المفاتيح

يمكننا استخدام المقاومات والمكثفات وغيرها من الأجزاء الصغيرة، لصنع إكسسوارات مميزة وناعمة.

كما أن هناك العديد من الأفكار الرائعة التي سنقدمها لك من موقعنا هذا لنكون معًا يدًا بيد في مواجهة أخطار المخلفات الالكترونية.

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية مترجمة للغة الانكليزية وكاتبة محتوى في جميع الاختصاصات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *