أماريلدو سيلفا

اعادة تدوير الاطارات المستعملة هو سرّ الشاب البرازيلي ذو النزعة الإنسانية العالية جدًّا في تصدّر عناوين بعض المنصات الإلكترونية التي تحدّثت عن نجاحه في القيام بعمل إبداعي وفنّي مُبهر له أهداف نبيلة طالت البيئة ومملكة الحيوان.

من هو أماريلدو سيلفا؟

اعادة تدوير الاطارات المستعملة
أماريلدو سيلفا

أماريلدو سيلفا هو شاب في الثالثة والعشرين من عمره، يعيش في مدينة كامبينا غراندي البرازيلية، كغيره من الشباب، لطالما حلم بأن يكون مشروعه الخاص ويستقل ماديا ومهنيا، هذه رغبته منذ البداية رغم أن معالمها لم تكن واضحة.

ولأن هذا الشاب كان يحمل قلبا طيبا بالفعل وضع القدر أمامه ظروفا ألهمته إلى الطريق التي كان يحلم بها فتحقق طموحه في إنشاء مشروعه من خلال حسه الإبداعي، فنه وحبه للتدوير، غير أن إنسانيته وعطفه على الحيوانات المشردة هو الشرارة التي أطلقت العنان لمواهبه وقدراته الشخصية.

كان أماريلدو يلاحظ نمطا غريبا لدى القطط والكلاب الضالة أثناء عودته كل ليلة من عمله، فقد كان أغلبها يستعمل اطارات السيارات المستعملة التي يتخلص منها الناس لأنها لم تعد ذات فائدة، من أجل تمضية ليلة دافئة ومريحة، وكأنها نوع من الأسرة أو المقاعد لهذه الحيوانات المشردة.

معاينة هذه المشاهد عن قرب ليلة بعد أخرى ألهمت الشاب العطوف لفكرة أكثر من رائعة سيتمكن من خلالها من ممارسة شغفه الدائم الذي كان دائما يجد متعة خاصة من خلاله، عن طريق صناعة المشغولات اليدوية باستخدام مواد لم تعد مستعملة وسيتم التخلص منها في النفايات على أي حال.

حبه لإعادة التدوير وموهبته الفنيّة كانت البداية

اعادة تدوير الاطارات المستعملة
العديد من الأسرة من الإطارات المعاد تدويرها على يد سيلفا

تآمرت العوامل ومواقف الحياة لتضع السيد سيلفا في المسار الصحيح، فبدأ يجمع كل ما تقع عليه عينيه من الإطارات المستعملة التي يجدها في الشوارع ومواقف السيارات ومكبٌات النفايات في مدينته أو تلك التي يتبرع له بها أصدقائه ومعارفه، كانت بداية هذا العمل منذ أكثر من سنتين تقريبا حيث بدأ الشاب العمل بجهد وعطف وحس حرفي عال جدا في باحة منزله فقط وأحيانا كان العمل يمتد إلى أحد غرف منزله التي حولها إلى مخزن لإطارات السيارة التي يجمعها.

تدوير اطارات السيارات
عملية تقطيع الإطارات وخياطة وسائد وأقمشة للأسرّة

بدأ الأمر كمحاولة هاوية لمحاولة مساعدة قطط وكلاب الشوارع المتشردة، باستخدام مهارات التدوير البسيطة ولكن سيلفا سرعان ما لاحظ تحسنه المعرفي والفني في تحويل الإطارات القديمة إلى ملاذ مطاطي آمن للحيوانات الأليفة بدون مأوى.

الطريقة العبقرية التي كان يعتمدها الشاب البرازيلي هي أولا تقطيع الإطارات إلى الأشكال المناسبة لصنع أسرة مريحة للحيوانات، ثم غسلها بشكل جيد من أجل التمكن من طلائها بألوان مختلفة ومحببة، وأخيرا إضافة أشكال زخرفية وأحيانا كتابة أسماء لتلك الكائنات الجميلة التي صممت من أجلها الأسرة.

بمجرد الانتهاء من هذه العمليات، يقوم سيلفا بإعادة طلاء الهيكل الأساسي السرير المطاطي وتزيينه بخياطة قطع قماش ووسائد ناعمة لإنشاء قاعدة مريحة داخل السرير داخل الإطار. فتكون النتيجة النهائية هي سرير أنيق وفخم لتدليل حيوانات كانت مشردة وبدون مأوى.

من هواية وشغف إلى تجارة ومشروع مُربح في اعادة تدوير الاطارات المستعملة

البرازيلي الذي يُحوّل الإطارات القديمة إلى أسرّة للحيوانات
أفكار أخرى مبدعة من ابتكار أماريلدو سيلفا

إتقان الحرفة وجميع المهارات التي تأتي معها من تدوير، خياطة وتزيين، قام أماريلدو ببيع أول ستة أسرة للحيوانات الأليفة المعاد تدويرها لزملائه وأصدقائه، حيث أطلق ما أصبح نموذجا تجاريا مريحا غير حياته تماما. مما لفت انتباه أفراد المجتمع المحلي نظرا للتأثيرات الإيجابية لهذا المشروع على البيئة، وكذلك على حياة الحيوانات الأليفة المشردة.

فبدأ يتلقى دعوات عروض عمل في المدارس والمرافق المحلية. فكان إنشاء الشركة التي لطالما حلم بها فكرة مناسبة وميسرة جدا ولها من التأثير الشيء الكثير على الوعي في المنطقة بأهمية الحفاظ على البيئة من خلال التقليل من النفايات مثل الإطارات المستعملة، وإعادة تدوير كل ما يمكن تدويره بشكل إبداعي مفيد.

أسرّة للحيوانات
أسرّة مريحة للحيوانات المشردة

يدير الشاب البرازيلي الآن Cãominhas Pets كشركة بدوام كامل ولديه صفحات على شبكات التواصل الاجتماعي مثل فاسبوك وانستغرام. وبالإضافة إلى تصنيع أسرة من الإطارات البالية، قام سيلفا بتطوير أفكار إبداعية جديدة أخرى مثل إنعاش الحدائق بتصنيع أصائص المزروعات بأشكال رائعة، بالإضافة إلى تخصيص عدد من الإطارات التي يستخدمها لتصنيع حاويات إعادة تدوير ذكية بألوان زاهية وتصاميم مبتكرة.

نقترح عليك أيضًا:

  9 طرق عبقرية للاستفادة القصوى من إطارات السيارات القديمة

يمكنك رؤية بعض أعمال سيلفا في الفيديو أدناه للحصول على لمحة عن الإلهام الذي يغذي سكان مدينة كامبينا غراندي في البرازيل، وربما يلهمك قليلاً أنت أيضا في ابتكار فكرة إعادة تدوير مربحة ومفيدة للبيئة!

قصة نجاح هذا الشاب دليل على كيف يمكن لشخص واحد لديه فكرة بسيطة أن يكون له تأثير قوي على العالم من حوله. مقاولة أماريلدو سيلفا الصديقة للبيئة فتحت أعين الكثيرين في مجتمعه على حجم النفايات التي يمكن منعها من الوصول إلى المحيطات ومكبات النفايات من خلال إعادة تدويرها والاستفادة منها بأقصى الطرق وأكثرها إذهالا.

 أكد هذا الفنان البرازيلي المبدع ومناضل البيئة أن عدد الإطارات الذي تمكنت شركته من إعادة تدويرها لحدود الساعة يصل لحوالي 8000 إطار.

زهرة غماني

كاتبة ومدونة ومسؤولة قسم دوَّرها في موقع Fixaha.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *