طواحين الرياح و الطاقة المتجددة

كما يقال فإن كل شيء ليس من نبع سينتهي، يعبِّر هذا المَثَل الشعبي الذي نتداوله كثيراً عن محدودية كل شيء في الحياة وعدم استدامته. ورغم أنه يستثني نبع المياه من هذه الصفة إلا أنه للأسف حتى نبع الماء سيجف والمياه ستنتهي في حال لم نقم بخطوات جدية للحفاظ على مواردنا.

قد تعتقدون أن مشكلتنا هي نفاد الموارد أو التغير المناخي، لكن التغير المناخي هو نتيجة لمشكلة الاحتباس الحراري ونفاد الموارد هو نتيجة لمشكلة الاستهلاك اللامتناهي بدلاً من اعتماد سياسة إعادة التدوير التي تضمن الحفاظ على الموارد وكذلك التقليل من انبعاث الغازات الدفيئة التي تعتبر سبب رئيسي في الاحتباس الحراري. لذا يجب علينا حل المشكلة بدلاً من لوم النتيجة والخوف منها والاستسلام لها.

قد تعتقد أن مشاكل هائلة كهذه تؤثر على الكوكب بأكمله وتحدث تغيرات جذرية لن يستطيع شخص واحد مثلك أن يتدخل بها. لكن في الحقيقة فإن البصمة البيئية التي تنتج عن شخص واحد قادرة على إحداث الفرق فعلاً. لذا فأنت لست مجرد مشاهد ولست مجرد رقم بل أنت قوة حقيقية تؤثر في البيئة من حولك وفي الكوكب الذي تقطنه، ويبقى الخيار خيارك، فإن كنت تريد أن يكون هذا التأثير إيجابياً فتابع معنا باقي المقال.

تأثير الطاقات غير المتجددة

تعتبر الطاقات غير المتجددة كالكتلة الحيوية والكيروسين والغاز والنفط والفحم بالإضافة إلى أنها موارد غير قابلة للتجدد وفي طريقها للنفاد، فهي أيضًا موارد غير نظيفة وتسبب دمار البيئة الذي بدأنا نشهده ونلاحظه ابتداء من تغير المناخ والتلوث والاحتباس الحراري وصولاً إلى الكوارث الطبيعية وحرائق الغابات‬‎ ونقص الغطاء النباتي وانقراض العديد من الأنواع والذي سبب بدوره اختلال في التوازن البيئي.

والأمر لم ولن يتوقف على ذلك فقط بل إنه سيؤثر أيضًا على الصحة وعلى زيادة معدل الإصابة بالأمراض المنقولة التي ستنتشر بشكل أكبر بازدياد درجات الحرارة لتصبح مثالية لانتشارها وهذا ما سينجم عنه وفيات هائلة بسبب هذه الأمراض خصوصاً في البلدان الفقيرة والنامية. هل لازلت تعتقد أن الأمر لا يعنيك؟

حسناً، إن كل ذلك أثر على نمط حياة البشرية بكافة أشكالها وأعتقد أن تغيرات المناخ والكوارث التي نتجت عنها لم تعد مستترة، بل أصبحت واضحة بل ومضرة أيضاً على كافة الأصعدة.

وهذا تركنا أمام مسؤولية كبيرة وهي ضرورة اتخاذ قرارات من شأنها تحسين حاضر ومستقبل الكوكب والبيئة والبشرية،بعد أن مشينا بهم بأنفسنا وبصناعاتنا واستهلاكنا إلى الخراب. ولا أعتقد أن هناك قرار أفضل من اعتماد الطاقات المتجددة وإعادة التدوير في حياتنا.

مفهوم الطاقة المتجددة وأشكالها

الطاقات المتجددة هي الطاقات النظيفة كطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية، وإن اعتماد هذه الطاقات في حياتنا ونشاطاتنا من شأنه إنقاذ الكوكب من نفاد الموارد ومن التأثيرات السلبية الناجمة عن الموارد غير المتجددة.

وقد بدأت العديد من الدول بتطبيق اعتماد الطاقة المتجددة وخاصة الطاقة الشمسية في الحصول على الكهرباء، ومن أبرزها الصين التي تحوي أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، ومصر التي تسعى لتكون لديها أكبر محطات طاقة شمسية في العالم حيث أن الهدف من المشروع هو تخفيض انبعاث غازات الدفيئة في العالم وذلك عن طريق تقليل انبعاث أكثر من نصف طن من ثنائي أكسيد الكربون سنوياً.

حيث أن السبيل الأمثل لتخفيض انبعاثات الكربون وغازات الدفيئة الأخرى وتقليل التلوث هو انتشار هذه الطاقات المتجددة. ويعتبر إعادة التدوير والطاقات المتجددة وجهان لعملة واحدة، لذا فإن تعزيز ثقافة إعادة التدوير ستعزز بدورها الحفاظ على الطاقات والموارد من النفاد. واعتمادك على ذلك في حياتك اليومية سيكون له أثر كبير في حفظ الكوكب وحماية البيئة المحيطة بك وتأمين مستقبل ملائم لأطفالك وأحفادك. لا أعتقد أنك تريد أن تترك لهم إرث كبيئة مليئة بالأمراض وموارد مستهلكة.

أهمية إعادة التدوير في إنتاج الطاقة المتجددة

بطريقة ما، فإنك عن طريق إعادة التدوير، سوف تعيد ما أخذته من الأرض. لأنه غالبًا ما يوفر الطاقة ويُحافظ على الموارد الطبيعية كالمياه و الخشب. فالمنتجات التي يتم إعادة تدويرها تتطلب عادة تكاليف ومعالجة أقل بكثير لتحويلها إلى مواد قابلة للاستخدام مجددًا.

اعادة تدوير الورق

كما أن هناك العديد من الموارد الطبيعية مثل الأشجار التي تدعم التوازن البيئي والحياة في منطقة معينة. وبالتالي، عندما يتم اعادة تدوير الورق ، فإنه لا ينقذ شجرة فقط، ولكن ينقذ أيضًا الأرواح التي تدعمها.

يعتبر تدوير الورق مهم جداً لأن الورق يستغرق وقت طويل ليتحلل بالإضافة إلى كمية الورق المستهلك يومياً. وهو من الأمور التي تستخدمها وتستهلكها وترميها! لذا فهو بالطبع مسؤوليتك. فكر ملياً قبل رمي الأوراق وقبل استهلاكها بشكل مبالغ فيه، يُمكنك استلهام بعض الأفكار والتعرف على طرق رائعة لإعادة تدوير الورق والاستفادة منه من خلال هذا المقال.

اعادة تدوير النفايات

يتم توفير الطاقة والحفاظ عليها عن طريق إعادة تدوير المنتجات التي يتم رميها عمومًا. ورغم أني استخدمت صيغة المبني للمجهول في عبارتي هذه إلا أن من يرميها ليس بمجهول أبداً.

إنه أنت وأنا ومن حولنا لذا فإن اتخاذ قرار كهذا هو مسؤوليتك. لا أعتقد أنه عليك انتظار مرسوم تشريعي يقضي بفصل نفاياتك وإعادة تدويرها والتقليل منها!

عندما يتم إعادة تدوير المواد غير القابلة للتحلل مثل البلاستيك، ستنبعث منها كميات أقل من الغاز مقارنة بالانبعاثات عند حرقها. نتيجة لذلك، فإنه يسبب أضرار أقل لطبقة الأوزون.

تعتبر مدافن النفايات الزائدة ظاهرة شائعة في معظم مدن العالم. حيث تمتلئ مدافن النفايات هذه بنفايات غير قابلة للتحلل الحيوي ولا يتم امتصاصها في التربة.

وعندما يتم مزجها مع منتجات النفايات الأخرى في المكب، سينتج مزيج قوي من الغازات والجزيئات التي يمكن أن تضر التوازن البيئي في المنطقة. تعد إعادة تدوير هذه الأنواع من النفايات أحد خطوط العمل الجديدة للعديد من الشركات والصناعات، والتي تعد بالتأكيد بصيص أمل للعديد من هذه الأماكن.

كما أن هناك العديد من المصانع ووحدات إعادة التدوير التي تساعد في توفير الطاقة مقارنة بالطاقة المهدورة عند الإنتاج الصناعي، مما يضمن تقليل انبعاثات غازات الدفيئة التي تشكل خطراً على البيئة.

ينبعث الميتان من البلاستيك والميتان هو غاز الاحتباس الحراري. حيث يشكل نسبة 20٪ من غازات الاحتباس الحراري. ويعتبر أقوى 21 مرة من ثاني أكسيد الكربون. إن 21 جزيء من ثاني أكسيد الكربون يوافقه جزيء واحد من الميتان. لذا فكر جيداً قبل أن تقوم برمي البلاستيك، عندها ستكون مسؤول مباشر عما يحدث في الغلاف الجوي. كما أن إعادة تدويره ليس بالأمر الصعب ويمكنك إيجاد الكثير من الطرق لإعادة تدوير البلاستيك.

طرق ستفيدك:

إعادة تدوير المياه المستعملة

من المعروف أن الماء هو مصدر الطاقة في العديد من الأماكن في العالم. ومع ذلك، مع الظروف المناخية المتغيرة، هناك العديد من الأماكن التي لديها وصول أقل إلى المياه الجوفية. وبالتالي، يصبح من الضروري إعادة تدوير المياه المستعملة لتزويد التوربينات المائية العاملة في هذه المناطق بحيث يمكن إنتاج الطاقة.

وتعتبر إعادة تدوير المياه المستعملة من خلال محطات الصرف الصحي المختلفة واحدة من أكبر مصادر الطاقة المتجددة. وذلك لا يهتم فقط بمشاكل مياه الشرب في العديد من المناطق، ولكن يهتم أيضاً بتحويلها إلى مصدر للطاقة المتجددة عن طريق توصيل التوربينات المائية بمنفذ المياه بالمصنع.

اقرأ أيضاً:

مشاريع ناجحة تستخدم إعادة التدوير لإنتاج الطاقة المتجددة

لقد تم تبني اعتماد تكنولوجيا الطاقات المتجددة في العديد من الدول وعلى مستوى واسع كما أن كلفتها أصبحت مساوية لكلفة المصادر التقليدية، بل وأصبحت تنافسية وبكلفة أقل في بعض الأحيان. وتعتبر ألمانيا من الدول الرائدة في استخدام هذه الطاقات النظيفة.

مشروع Hungerkamp في ألمانيا

حيث أنه في ألمانيا توجد منطقة بأكملها في مدينة براونشفايج تتميز بالتدفئة والإضاءة التي تعمل بالطاقة المتجددة – وكل ذلك بفضل مصنع توليد الطاقة في Veolia!

حيث تم تشغيل المصنع – الملقب بـ “Hungerkamp” – في عام 2013، ليتم استبدال 34 شعلة من الفحم والغاز والنفط.. يتكون المجمع من أربعة أجزاء: محطة التوليد المشترك للطاقة، غلاية الخشب (مرجل الحطب)، غلاية (مرجل) الغاز الطبيعي وتخزين الحرارة.

الموارد المستخدمة في مشروع Hungerkamp

تعمل محطة التوليد المشترك للطاقة بكامل طاقتها على مدار العام لإنتاج الكهرباء والحرارة في وقت واحد. يتم تغذيته بالميثان، وهو غاز حيوي معالج، مستخرج من النفايات العضوية (خاصة المحطات) من أنشطة المدينة. عندما تتحلل النفايات، يتم إطلاق الميثان واستخدامه في تشغيل مولد ينتج كهرباء صديقة للبيئة.

إن الحرارة الناتجة عند إنتاج الكهرباء -غازات العادم والمياه المستخدمة لتبريد المحرك- يتم استردادها. حيث تقوم مراكم الحرارة بتخزين الحرارة الناشئة وإطلاقها عند الحاجة. في المحطات التقليدية، تضيع هذه الحرارة الكامنة. على العكس من ذلك، يستخدم Hungerkamp هذه الحرارة لتوفير التدفئة لسكان Gliesmarode.

المرجل الذي يعمل بالحطب يعمل فقط بين شهري أكتوبر ومارس. باستخدام رقائق الخشب، فإنه بمثابة دعم لتوفير ما يكفي من التدفئة في أيام الشتاء الباردة. لقد حرصت شركة BS | ENERGY على التقليل من آثارها البيئية: الخشب المستخدم هو الخشب المتبقي المحلي، ويتم ترشيح وتنقية غازات الاحتراق الناتجة، كما يستخدم رماد الخشب كسماد.

ويتم استخدام الغلاية التي تعمل بالغاز كملاذ أخير لمساعدة المصنع على تلبية الطلب، أو عندما تكون إحدى المنشأتين الأخريين قيد الصيانة.

نتائج هذا المشروع على البيئة

وهكذا استطاع Hungerkamp أن يوفر سنويًا 9200 ميجاوات من الكهرباء لحوالي 1.000 أسرة و15600 ميجاوات من الحرارة إلى أكثر من 2000 أسرة في منطقة Gliesmarode.

يتجنب إنتاج الطاقة المتجددة انبعاث 8000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. في عام 2015، حصلت المحطة على “جائزة المناخ العالمي للطاقة في المنطقة” من Euroheat & Power في أوروبا لرؤيتها المبتكرة والصديقة للبيئة. إنه نموذج يمكن استخدامه بالتأكيد لتطوير مبادرات جديدة لتحقيق انتقال ناجح للطاقة.

مشروع شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة

لقد تم عقد صفقة بين شركة مصدر وشركة بيئة ونتج عنها “شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة” وتقع هذه الشركة في الشارقة وكما هو واضح من اسمها فإن هدفها إنتاج الطاقة المتجددة عن طريق إعادة تدوير النفايات.

الموارد المستخدمة في هذا المشروع

ستعالج المحطة حوالي 300 ألف طن من النفايات سنويًا عوض دفنها في مطامر النفايات، وذلك يدعم جهود الشارقة في تحقيق هدف التخلص من مطامر “مدافن” النفايات بحلول 2020.

النتائج المتوقعة للمشروع على البيئة

يُعتبر هذا المشروع خطوة كبيرة في طريق تحقيق رؤية 2021 لدولة الإمارات العربية المتحدة والتي تتمثل في تحقيق بيئة مستدامة عن طريق معالجة 75% من النفايات غير القابلة للتدوير وذلك عوضًا عن طمرها في مدافن النفايات.

تبلغ سعة الإحراق في المحطة حوالي 37.5 طن من النفايات غير القابلة للتدوير (الصلبة) في الساعة ليتم تحويل هذه النفايات إلى طاقة. وقد اتخذت الشركة موقع استراتيجي قرب منشأة لفرز المواد تابعة لشركة “بيئة”، حيث يتم جمع وتفريق وإعادة تدوير نفايات الشارقة، وعند الضرورة يتم إرسال الباقي إلى مدافن النفايات.

حيث يتم تحويل النفايات إلى حرارة بواسطة عملية الحرق ليتم استخدام هذه الحرارة في تشغيل توربين كهربائي. ويبلغ مجمل الطاقة الكهربائية المولّدة ما يُقارب 27 ميجاواط والتي سوف يتم تحويلها إلى شبكة الكهرباء الرئيسية في الشارقة. كما سيتخلص من 450.000 طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، وذلك سيوفر 45 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً.

وستحول 300.000 طن من النفايات إلى 30 ميجاواط من الطاقة سنوياً، وذلك سيوفر طاقة كهربائية لأكثر من 28.000 منزل.

كما ستتم معالجة وتنقية الغاز الناتج عن عملية الاحتراق قبل أن ينطلق في الجو. أما بالنسبة للمواد الناتجة عن الاحتراق كالرماد فسيتم تجميعها وتخزينها بشكل مؤقت لتقوم شركة “بيئة” بمهمة أخذها من الموقع. كما ستطلق كل من قطر والسعودية مشاريع مشابهة قريباً.

خطواتك الأولى لاعتماد الطاقة المتجددة تبدأ بإعادة التدوير

أمر يدعو إلى التفاؤل بالتأكيد كون أوطاننا العربية تلحق بركب الشعوب المتقدمة بالرغم من العديد من العقبات التي قد تؤخر علينا ذلك. ولكن أملنا الحقيقي موجود في الأفراد، الموضوع مهم للغاية وخطير فرغم انتشار العديد من المخططات والمشاريع في الوطن العربي إلا أنه إن لم تبدأ من نفسك ومن منزلك لن نتمكن أبدًا من مواجهة الخطر المحدق ببيئتنا وكوكبنا والأجيال القادمة.

كل ما يتطلبه الأمر اتخاذ القرار بالبدء بالتعلم أولا ومعرفة كل ما يمكن القيام به بشكل منفرد، بعض الاهتمام الحقيقي حتى تكون مُستحِق للحياة على هذا الكوكب بدلاً من أن تكون مستهلكًا فقط يستنزف الموارد دون أي تفكير بالمصير الذي ينتظرنا جميعاً نتيجة ذلك.

لا تقل أن الأمر لا يعنيني بعد اليوم! كلنا نتحمل المسؤولية تجاه أمنا الأرض.

هناك طرق عملية وليست بالمعقدة تمكن من استخدام الطاقة المتجددة  للتدفئة المنزلية والتبريد والمياه الساخنة وحتى الطهي. كما أن هناك أجهزة منزلية وأنظمة طاقة صديقة للبيئة وغير مكلفة ذات انبعاثات غازات الدفيئة منخفضة جدًا وتحافظ على فاتورة استهلاكك الكهربائية مُخَفّضة، كل ذلك سنتكلم عنه باستفاضة في مقالاتنا القادمة لتقريبك أكثر من المستقبل الذي نؤمن به جميعًا أنه سيمنحنا فرص الحفاظ على ما تبقى من موارد الطبيعة.

يجب أن تكون إعادة التدوير وتقليل الاستهلاك المفرط أولويتنا الأولى. فإذا كنا مثلًا سنواصل إنتاج أكوام القمامة يوميًا، فيجب أن يكون توليد طاقة نظيفة جزءًا مهمًا من أي استراتيجية لإدارة النفايات، أليس كذلك؟!

لذلك سنكون معك خطوة بخطوة لاتخاذ قرارك في إنقاذ الكوكب والحفاظ على البيئة وتوفير بعض الأموال أيضًا.

المراجع:

هبة الله الدالي

مهندسة طاقة كهربائية مترجمة للغة الانكليزية وكاتبة محتوى في جميع الاختصاصات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *