Minimalism: Less is more

نسمع كثيرًا جملة “Less is more” وتعني أن تكتفي بالقليل الذي يكون أكثر فعالية ويعطيك قيمة أكبر، وهذا هو النهج الذي تتبعه ثقافة الحد الأدنى أو Minimalism، التي تنطبق على الأفكار والمشاعر كما تنطبق على الأشياء، فهي أسلوب حياة وليست مجرد التخلص من أشياء زائدة عن حاجتك والاكتفاء بالقليل.

ماذا تعني ثقافة الحد الأدنى Minimalism؟

في فيلم “up in the air” للعظيم جورج كلوني، قام بدور “ريان بينجهام” الذي اعتمد عمله على التنقل بين البلاد بالطائرات لكي يقوم برفد الموظفين من بعض الشركات على مستوى العالم، واعتمد “ريان” في تنقله على حقيبة واحدة بها أهم الأشياء التي يحتاجها من الملابس والمقتنيات مهما طال بقاؤه بعيدًا عن المنزل، وتبنى كذلك نظرية “الحقيبة الفارغة” وكان يدعو لها في خطاباته.

في هذه النظرية يُطلب منك أن تتخلى عن أي شيء يعيق حركتك كعائلتك وسيارتك ومنزلك والأثاث الذي به، لأنك إذا قررت أخذ كل ذلك في حقيبتك وجربت التقدم خطوة فقطعًا لن يحدث، وأظن أنك الآن تعلم السبب.. ولكننا هنا لن نطلب منك التخلص من منزلك أو من عائلتك، فقط أن تتخلص من بعض الأشياء المادية التي تمكث هنا وهناك دون أي فائدة، لتحرر عقلك منها وربما توجِد مكانًا فارغًا في البيت كذلك.

تم تعريف ثقافة الحد الأدنى أو Minimalism بأنها طريقة تخلص بها نفسك من زوائد الحياة؛ حتى تستطيع التركيز على أشياء أكثر أهمية كي تحصل على التحرر والسعادة والإنجاز، وكما ذكرنا فهي تنطبق على الأفكار والمشاعر والأشياء، ولكننا سنركز أكثر على الأشياء والمقتنيات الخاصة بك.

تهتم ثقافة الـ Minimalism بالتجربة أكثر من الأشياء، وهي لا تعني أنه لا يمكنك امتلاك أشياء كثيرة أو أن تتخلص من الزوائد فقط، بل أن تعيش حياة أقل تعقيدًا وازدحامًا، وتصبح شخصًا أكثر بساطة.

فقط اسأل نفسك السؤال التالي:

هل هذا الشيء يضيف قيمة ملحوظة إلى حياتي أو يسبب لي السعادة كي أحتفظ به؟

وحينها تجد ثلاث احتمالات لإجابتك:

  • نعم.. فيمكنك الاحتفاظ به.
  • لا.. فحينها تتخلص منه بإحدى الطرق التالية:
  1. تعيد تدويره أو تجد له استخدامًا آخر (يمكنك تصفح مقالات التدوير من هنا).
  2. تهدي به صديقًا.
  3. تقوم ببيعه لأحد متاجر الأشياء المستعملة
  4. تتبرع بها إلى الجمعيات الخيرية.
  • ربما.. وهنا تحتفظ بالشيء مؤقتًا في صندوق ما، فإذا مضى شهر دون أن تفكر في هذا الشيء ولا تجده مفيدًا، فيمكنك التخلص منه كما سبق أن ذكرنا، وإذا وجدت منه فائدة فاحتفظ به.

اقرأ أيضًا:

ثقافة شراء المستعمل Thrifting: هل تستحق التجربة؟

حين تذهب إلى أحد المتاجر للتسوق، فاسأل نفسك نفس السؤال السابق وتتبع إجابتك، حتى تتأكد أن أموالك التي ستنفقها لن تذهب هباءً، وإذا وجدت أنك تتساءل: “ماذا لو احتجت هذا الشيء؟” فلا تحتفظ به أو تشتريه، فإنك لن تحتفظ بالأشياء لمجرد احتمال أن تحتاجها يومًا وتظل مهملة في أحد أركان المنزل وربما تتلف.

ثقافة الـ Minimalism أسلوب حياة

إذا كنت تسأل نفسك ما الفائدة من اتباع ذلك الأسلوب أو الثقافة، فإليك بعض الأسباب:

  • تتخلص من أشياء لا قيمة لها، فقط تملأ فراغًا في منزلك وتجعله مكدّسًا.
  • “احذر من أن يصبح ما تملكه يملكك”، فقد تكون مدمنًا لشراء الأشياء وامتلاكها، وعندما تتخلص منها فإنك تتحرر من ذلك الإدمان.
  • الأشياء مجرد أشياء، فهي لا تحقق لك السعادة أو الرضا إن لم تكن بالفعل كذلك.
  • يمكنك أن تدخر أموالك لأشياء قيّمة أكثر فائدة أو ربما تستطيع السفر بها يومًا!
  • بعد مرور وقت من التفكير وأخيرًا التخلص من الأشياء التي لا تحتاجها، ستشعر براحة أكثر وتوتر أقل، ويمكنك أخذ قراراتك بسهولة لأنك أصبحت تستطيع التحكم في وجود الأشياء حولك.
ثقافة مينيماليزم

قائمة الثلاثين يوم

بدلًا من البحث بين جميع أشيائك والتخلص من كل ما لا تحتاجه مرة واحدة، قم بتصنيف أشيائك إلى أقسام وأجزاء صغيرة، حتى تتمكن من البدء على مهل والتفكير في الأشياء التي لا تحتاجها فعلًا، وإليك قائمة بها ثلاثين جزءًا استخدمتها على مدار ثلاثين يوم، ويمكنك التعديل بها بما يناسبك:

الملابس

  1. الحقائب
  2. الملابس
  3. الملابس الأساسية
  4. الأحذية
  5. الحلي
  6. الجوارب والأوشحة
  7. الأحزمة والمَحَافظ

مستحضرات التجميل

  • المكياج
  • منتجات العناية بالبشرة
  • العطور

الأوراق وأدوات المكتب

  1. المجلات والمنشورات الإعلانية
  2. دفاتر الملاحظات
  3. الكتب
  4. الفواتير والأوراق الشخصية
  5. الكتب والأوراق الدراسية
  6. الأدوات المكتبية

تكنولوجيا

  1. الإلكترونيات
  2. الأقراص المدمجة
  3. تطبيقات الهاتف
  4. البريد الإلكتروني
  5. إشتراكات البريد الإلكتروني ويوتيوب
  6. ملفات الحاسوب الشخصي
  7. الأصدقاء على مواقع التواصل الاجتماعي

أخرى

  • الأدراج
  • الأرفف
  • مقتنيات الهوايات
  • المصنوعات اليدوية
  • الهدايا الرمزية
  • الأدوية والعقاقير الطبية
  • الأنتيكات وقطع الديكور

عليك مراعاة أن تغيير نمط حياتك لن يتم بين اليوم والليلة، كما أن عليك التريث وأخذ خطوة بعد خطوة دون أن تجبر نفسك على أشياء لا ترغب في تطبيقها، وأن تعلم أن تطبيق الأفكار يختلف من شخص لآخر، فما يناسبني ليس بالضرورة أن يناسبك والعكس، فطبّق الأشياء بطريقتك، وكل ما عليك فعله -إذا أعجبتك الفكرة- هو أن تبدأ الآن وتخوض التجربة.

إسراء شفيق

قارئة وباحثة فيما يخص البيئة واستخدام مواردها، وأتبنّى وأطبّق بعض الفلسفات الصديقة للبيئة والتي أعرضها لكم في كتاباتي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *