حوارات فيكسها

حوار مع مصطفى مجدي عن شغفه بالحفاظ على البيئة وتقليل الاستهلاك

في السنوات الأخيرة زاد الوعي لدى عامة الناس حول القضايا البيئية وأساليب العيش الصحية. وهذا بسبب ما آلت إليه الأوضاع المناخية من تدهور ذو تجليّات واضحة في واقع أغلب الدول، فارتفاع درجات الحرارة في الدول العربية خير مثال على ذلك.

الاهتمام بالبيئة وتبني لايف ستايل صحي لم يعد اختيار ورفاهية يعيشها فقط نخبة من الناس، بل أضحى واجب على كل واحد منا بغض النظر عن مكانته الاجتماعية أو طبيعة عمله. 

مصطفى مجدي صديق موقع فيكسها من مصر هو دكتور علاج فيزيائي وصانع محتوى مميّز جدير بالمتابعة للجميع حتى من قد لا تكون لديه اهتمامات بيئية، سوف يستمتع ويستفيد بالتأكيد من أفكار مصطفى ومبادراته الدائمة لمشاركة اهتماماته الشخصية النابعة من رغبته بتقديم المساعدة في إغناء المحتوى الرقمي العربي بمعلومات ذات علاقة بالبيئة ولايف ستايل صحي وواعي.

لذا يُسعدنا أن نشارككم محتوى الحوار الممتع والمفيد الذي أجريناه مع مصطفى مجدي.

  • من هو مصطفى مجدي وكيف تحب أن يعرفك الناس؟!

أنا مصطفى مجدي، أشتغل كدكتور علاج طبيعي.

أنا مدوّن وصانع فيديو مهتم بالقضايا البيئية والصحية وإيجاد حلول بسيطة صديقة للبيئة يمكن تطبيقها على المستوى الفردي.

  • عادة لا نتربى على ثقافة الحفاظ على البيئة، فلسنا متعودين منذ الصغر على عادات استهلاكية صحية. منذ متى بدأ مصطفى مجدي في ممارسة نمط حياة مُحافظ على البيئة؟

كان هناك محاولات منذ الصغر لكن أعتقد بدأت بشكل منظّم مستمر أكثر في فترة الدراسة الجامعية.

  • ما هو السبب أو الأسباب وراء شغفك بالقضايا البيئية؟ أو العوامل التي ساهمت في تكوّن هذا الشغف؟

 أعتقد الشغف تجاه القضايا البيئة كان بسبب الاهتمامات الشخصية. أنا كنت دائمًا كشاب صغير مهتم بالطبيعة والقراءة عنها، وكنت مهتم جدًا بالحيوانات بكافة أنواعها.

أغلب الهوايات كانت متعلقة بالطبيعة و بالحياة البرية فأنا أحب ممارسة المشي لمسافات طويلة في الصحراء والوديان.  وهذا كله بسبب إحساسي بالمسؤولية تجاه البيئة واهتمامي بطرق الحفاظ على الطبيعة التي أحبها وأقدّرها.

حاولت أن يكون لي دور ولو بسيط على المستوى الفردي حتى أستطيع أن أقدم المساعدة في الأماكن القريبة مني.

  • حدّثنا عن تجربتك الشخصية مع المينيماليزم؟

 أنا حقيقة لا أسمي نفسي منيماليست بالمسمى الحرفي.

وأحس عمومًا  أن الموضوع ليس له قواعد معينة،  بمعنى أنه لا نستطيع وضع قوانين للميناميلزم. فكل شخص حسب قدرته واستطاعته،  هل  سيستطيع أن يتخلى بشكل  جزئي أو كلي؟ هل هناك أشياء معينة سوف يستطيع أن يتخلى عنها وأخرى لا وهكذا.  ولكن تظل كل محاولاته تُقدر وتُحترم وتُقدِم له المساعدة.

 أحاول التقليل من الأشياء من حولي لأسباب كثيرة. فلو أخذنا مثال على مستوى المنزل؛  كل ما كانت الأشياء أقل وكانت المساحة والفراغ أكبر كل ما كان الأثر النفسي أفضل. فأنا مهتم جدًا بوجود مساحة حولي خالية من الأغراض المكدسة.

اللوازم والأدوات القليلة تساعد في توفير الوقت فليست هناك حاجة لمدة زمنية طويلة لتنظيفها وترتيبها وبالتالي يُوجِد الشخص وقت للأنشطة المفيدة أكثر. أحاول تطبيق نفس المبدأ على الملابس حيث قررت أن أستخدم نفس الملابس الرياضية في التمرين لمدة سنة. وبدأت مؤخرًا تطبيق المينيماليزم مع السوشيال ميديا فأصبحت أستخدمها بشكل أقل. 

  • كيف قررت أن تبدأ بصنع محتوى على الانترنت تتحدث فيه عن تجاربك وخبراتك؟!

طالما طبقت في حياتي هذا الشكل من العيش على المستوى الشخصي.

 لكن للأسف المحتوى العربي قليل جدًا جدًا. حتى لما كنت أرغب أن أعرف أكتر عن قضايا مهتم بها لم أكن أجد محتوى عربي واحد. فقررت أن أشارك بما أستطيع في إثراء المحتوى العربي المتعلق بالقضايا البيئية والصحية والسلوك الاستهلاكي.

  • هل تعتبر أن اعتماد استهلاك أقل والقيام بإعادة الاستخدام والتدوير هي أمور صعب تطبيقها في عالمنا المليء بالمغريات و الحملات الإعلانية التي تركز على تشجيع المستهلك على شراء المزيد؟!

لن أستطيع أبداً أن أقول أن الأمر سهل. الإعلانات تُحيط بنا في كل مكان حرفياً؛ في هاتفك، على الطريق أمامك، في التلفزيون وفي كل مكان، لكن أنا أعتقد أنها مسؤليتك الشخصية أن تنجو بنفسك من كل هذا للحفاظ على صحتك النفسية و مواردك المالية وإنفاقها في مكانها الصحيح.

وإذا كان هناك نصيحة بسيطة قد تبدو بديهية وساذجة أريد قولها فهي حاول عدم مشاهدة الإعلانات بالفعل لأن هذه هي أسلم طريقة و اشغل نفسك سواء في المواصلات مع الإعلانات على الطرق، أو إعلانات التلفزيون والانترنت لأنها تؤثر فعلًا على القرارات الشرائية، الابتعاد عن الإعلانات صعب لكنه مسؤولية شخصية مهمة.

  • في موقع فيكسها، نحاول دائماً تغطية مواضيع عن الآثار المترتبة عن الاستهلاك المفرط و أضرار عدم تدوير أغراضنا.

وفي تقرير مفصل عن ذلك، أشرنا إلى بعض الدراسات والبحوث التي تؤكد ارتباط العادات الاستهلاكية بأزمة تغير المناخ.

هل تعتقد أننا نوعا ما محصنين في المنطقة العربية من آثار التغير المناخي؟!

لا بالعكس، لسنا محصنين أبدًا … إذا تكلمت عن مصر لأني أعيش فيها فالتغيير المناخي بداياته واضحة جدًا، مواعيد فصلي الصيف والشتاء حصل فيها خلل واضح، و فصول الربيع والخريف تلاشت ومع استمرار الأزمة، الإسكندرية من المدن المعرضة بشدة للغرق بسبب استمرار أزمة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض.

  • من المعروف أن تقليل الاستهلاك لا يحافظ عادة على البيئة فقط بل يساعد الشخص على التوفير المادي أيضاً. هل استطعت أن توفر في ميزانية إنفاقك بالفعل؟! وما هي الأمور الأخرى التي استفدت منها من خلال تقليل عاداتك الاستهلاكية؟!

طبعًا هناك توفير ملحوظ في الموارد المالية وهذا يسهل لي الإنفاق في أغراض أخرى مفيدة على المستوى الشخصي مثل السفر مثلًا عوض شراء مجرد أشياء … استفدت أيضًا بظهور إحساس مهم جدًا وهو إحساس القوة أي أني لست خاضع وأني آخد قرار الشراء عن قناعة تامة وبكامل إرادتي وليس لمجرد إعلان خادع أو تخفيض.

نقدم دائمًا في موقعنا محتوى يقترح حلول عملية في الإصلاح وإعادة التدوير.

 أخبرنا عن أهم عمليات إصلاح وتدوير قمت بها؟!

الحمد لله هذه الأمور كثيرة جدًا، فقد تحولت ل’صنايعي’ المنزل.  أقوم بأعمال الإصلاح والسباكة والنجارة والكهرباء. أما على مستوى إعاده التدوير، فقد قمت بصنع مكتبتي الخاصة بنفسي من خشب قديم، و مكان مخصص لوضع الأحذية عبارة عن صندوقين فاكهة جلبتهما من الشارع، وأيضًا هناك جزء من الإضاءة التي أستخدمها في تصوير الفيديوهات قمت بعمله بنفسي.

مكتبة من خشب قديم
من صندوق خضار إلى حامل أحذية خشبي
معدات الإضاءة لتصوير الفيديو
  • ما الذي تقوم به بشكل شخصي للتقليل من استخدام البلاستيك؟!

أول شيء هو تقليل الشراء نفسه بهدف المساعدة في تقليل المخلفات البلاستيكية، كما أحاول أيضًا أن أحمل معي دائمًا حقيبة من قماش وأرفض استعمال الأكياس البلاستيكية. أستعمل مج حراري بدل الأكواب الورقية أو البلاستيكية، إضافة إلى علب حفظ الطعام.  كل هذا يُساعدني بشكل كبير في تفادي استعمال البلاستيك. 

  • كيف كانت علاقتك بالموضة السريعة قبل أن تبدأ بنهج تقليل الاستهلاك، هل كنت تشتري ملابس كثيرة مثلاً؟!

 نعم طبعاً، في البداية، كنت أقتني ملابس بكثرة وأنخدع بتغيّر الموضة وأبذل مجهود كبير لأوفر مبالغ مالية تمكنني من الحصول على المزيد، مثلاً حذاء على الموضة حتى لو كان ذلك يفوق قدرتي المادية وكان هذا الأمر غير مريح نفسيًا تمامًا.

  • هل تقليل الاستهلاك وانتهاج أسلوب حياة يحافظ على البيئة عموما جعلك تحس بنوع من الحرمان من أشياء معينة؟!

لا بالعكس تمامًا، لأني أعرف أني قادر على شراء هذا الشيء ولكن لا أفعل ذلك باختياري، فإحساس كهذا لم يُراودني أبدًا.

  • أخيراً، بماذا تنصح الأفراد في وطننا العربي إذا أرادوا أن يعيشوا نمط حياة لا يضر ببيئتهم وبالكوكب ويوفروا أيضاً في ميزانية إنفاقهم؟!

أكثر نصيحة نحتاجها في الوطن العربي هي عدم التأثر بالآخر. نحن نميل للشراء في أوقات كتيرة جدًا لمجرد التقليد أو الخوف من الناس وهو الأمر الذي يندرج تحت ما يسمى peer pressure.

فلو استطعنا أن نتخلص من هذا الهاجس ومن خوفنا من نظرة المجتمع سوف نستطيع أن نوظف مواردنا المادية بشكل صحيح يناسب الدخل والاحتياج.

قد يهمك أيضًا:

نشكر صديق الموقع مصطفى مجدي على الحوار الشيق ونتمنى له المزيد من التوفيق في تقديم محتوى عربي هادف. 

يمكن متابعة مصطفى مجدي على وسائل السوشيال ميديا للاستفادة من أفكاره وتجاربه، من خلال الروابط الآتية:

زهرة غماني

كاتبة ومدونة ومسؤولة قسم دوَّرها في موقع Fixaha.

Recent Posts

كيف تشاهد حالات التليجرام بدون معرفة الشخص

مع الإصدار الذي طال انتظاره لميزة حالات تليجرام Telegram Stories، يبرز تساؤل مهم... هل يمكن…

9 أشهر ago

أدوات تنظيف الحمام الواجب توافرها في منزلك وكيفية استخدامها

إليك قائمة بالأدوات والمنتجات الأساسية لتنظيف الحمام، بالإضافة إلى كيفية استخدامها.

9 أشهر ago

أسباب وعلاج المكيف السبليت يسرب ماء بالداخل

سنتحدث عن أسباب تسرب الماء من المكيف السبليت والتي تتضمن الفلاتر المسدودة وخط التصريف المسدود…

9 أشهر ago

طريقة عمل طاجن بامية صحي وشهي

سنقوم بعمل طاجن البامية التقليدي بدون إضافات، ولكن بالتيقن من أن كل مكون هو مكون…

سنة واحدة ago

طريقة عمل قشور السيليوم أو الإسبغول في المنزل

طريقة أقل تكلفةً للحصول على قشور السيليوم، ,وهي أن نقوم بعملها في المنزل. طريقة من…

سنة واحدة ago

طريقة عمل مربى فراولة مناسبة لكل أنواع الدايت

هنا سنمحى الصورة الذهنية المليئة بالسكريات بتقديم طريقة صحية ولذيذة لعمل مربى الفراولة والتي تناسب…

سنة واحدة ago