يُعرف مصطلح الموضة السريعة أو Fast Fashion في مجال صناعة الملابس، والذي يعبر عن سرعة انتقال تصاميم موضة الملابس الجديدة من صالات عرض الأزياء، لكي تصبح صيحة موضة حالية يتبعها صانعو الأزياء حول العالم، حيث ظهرت هذه الفلسفة في أواخر التسعينيات، وفيها يتم صناعة كميات ضخمة من الملابس كل موسم، بسعر يتحمله المستهلك وأزياء تشبع متطلباته ورغباته، وأنت بالطبع قد سمعت عن إحدى العلامات التجارية الرائدة في مجال الموضة السريعة تلك، مثل: زارا التي تقدمتهم ببراعة، إتش آند إم، بيرشكا، مانجو، بول آند بير، جاب، توب شوب، بيكوكس، سي آند إيه، وغيرهم الكثير.
لو أنك كثير الإطلاع فيما يخص البيئة، فأنت بالتأكيد تعلم أن صناعة الملابس تحتل المركز الثاني بين مسببات التلوث بعد البترول، حيث ينتج عنها حجم تلوث مساوي للتلوث الناتج من الطائرات والنقل البحري معًا، ومع تزايد الاستهلاك سنويًا يُتوقع ارتفاع الاستهلاك من عام 2015 إلى عام 2030 بنسبة حوالي 100%، يتطلب ذلك استخدام 35% أكثر من الأراضي و50% مياه أكثر.
يتخلّص المواطن الأمريكي الواحد من 32 كيلو من الملابس سنويًا، فإذا أخذنا مدينة نيويورك كمثال، فإن سكانها ينتجون حوالي 193 ألف طن من الملابس والأقمشة وهي فقط 6% من مخلفات المدينة بأكملها، بينما في أوروبا تصل مخلفات الملابس إلى 5.8 مليون طن كل عام.
تقول إحدى المسئولات في مجال البيئة أنه في الصين يمكنك أن تعرف لون الموضة الرائج هذا العام من لون الأنهار هناك، وهذا بدوره يؤثر على التربة، إضافة إلى أنه عندما يتم غسل أقمشة البوليستر – وهي الأكثر شيوعًا في صناعة الملابس – يتخلف عنها ألياف ضئيلة تنتشر في مياه الصرف وتلوث المحيطات مما يؤثر على الثروة السمكية ويدمرها.
ربما تتساءل عن إعادة تدوير الملابس، ولكنها عملية صعبة ومكلفة معًا، فتقوم تلك العلامات التجارية الشهيرة بحرق الفائض من الملابس بدلًا من التبرع بها، مصرحين أن هذا يفسد صورتهم أمام المستهلكين، وإذا نظرنا للعلامة التجارية H&M نجد أنها تقوم بحرق 12 طن من الملابس سنويًا، وحيث تحتوي تلك الملابس على الأزرار والحلي المصنوعة من البلاستيك فهي – إلى جانب أنها تتسبب في تصاعد أدخنة شديدة عند احتراقها – لا تتحول إلى رماد وتبقى بدون أن تتحلل.
في بنجلاديش، يصل مرتب العامل في صناعة الملابس إلى 33 دولار شهريًا، إلى جانب أنهم يُرغَمون على العمل من 14 إلى 16 ساعة يوميًا طوال الأسبوع، مما يشكّل خطرًا على حياة هؤلاء العمال، حيث توفي أكثر من 400 عامل والآلاف أصيبوا جراء حرائق المصانع منذ عام 1990، كما تتعرض النساء العاملات إلى التحرش الجنسي مع عدم السماح لهن بترك العمل، وتمنع إدارات المصانع من تشكيل نقابات تحفظ حقوق العمال والعاملات.
ولم ينجُ الأطفال العاملون من أخطار تلك الصناعة، فهم يتعرضون إلى كيماويات سامة تتسبب في موتهم قبل الخمسين، وربما ما لا تعلمه أن الديكور والحلي على الملابس مؤشر على عمل الأطفال، حيث أنه ما بين 20 إلى 60 بالمائة من إنتاج الملابس يتم خياطتها في المنزل من قبل العمال غير الرسميين، فآلات الديكور والحلي مكلفة للغاية، ولهذا يلجأ المصنعون إلى عمال المنازل المتواجدين في أكثر المناطق فقرًا – حيث يمكن لعائلة بأكملها أن تعيش في غرفة واحدة – وهناك يقوم الأطفال على صناعة الحلي والديكور.
كما صرح مركز الصحة البيئية، فإن بعض سلاسل الأزياء الشهيرة تبيع المحافظ والأحزمة والأحذية المحمّلة بكميات رصاص تتخطى المسموح به قانونًا، رغم توقيعهم لاتفاقية الحد من استخدام المعادن الثقيلة في صناعة منتجاتهم، حيث يسبب الرصاص الضرر للشابات صغيرات السن فيؤثر على عظامهن، خاصة أثناء الحمل؛ مما يؤذي الأم والجنين على حد سواء، كما تم ربط التعرض للرصاص بارتفاع معدلات العقم عند النساء وزيادة مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وارتفاع ضغط الدم، ويتفق العلماء على أنه لا يوجد حد آمن لتعرض أي شخص للرصاص.
إلى جانب الرصاص، يتم إضافة المبيدات الحشرية والفورمالدهايد ومثبطات اللهب وغيرها من المواد المسرطنة المعروفة إلى الملابس التي نرتديها، والتي يمكن أن تخترق أجسامنا عبر الجلد!
قديمًا كانت تنقسم مواسم الموضة إلى الربيع/الصيف والخريف/الشتاء، في 2014 تم تقسيم تلك المواسم إلى 52 موسم سنويًا، أي موضة جديدة أسبوعيًا، بل ويصل إنتاج الموضة عند بعض العلامات التجارية إلى صيحات جديدة يوميًا، والبعض يصل إلى 400 صيحة أسبوعيًا، حيث أصبح الهدف الرئيسي لتلك العلامات التجارية أن يقوم المستهلك بشراء أكبر قدر من الملابس في أقل وقت ممكن، إعتمادًا على أن يشعر المستهلك بأنه غير مواكب للموضة وعليه أن يذهب لشراء أزياء جديدة فورًا.
شخصيًا أحب الذهاب إلى متاجر الملابس الفائضة Outlet Stores، فهي تعرض ملابس جديدة تحمل اسم علامات تجارية مشهورة بأسعار زهيدة، ولكن ما لم أكن أعرفه – ولا يعرفه معظمكم أيضًا – أن تلك الملابس لا تدخل أبدًا المتاجر العادية، وأنه يتم تصنيعها في مصانع مختلفة عن تلك التي تصنع الملابس العادية وتكون منخفضة الجودة.
هل جربت يومًا أن تقوم بشراء قطعة ملابس جذابة لترتديها مرة ثم تقرر أن تقوم بغسلها فتتهالك حتى لا يمكنك ارتدائها مرة أخرى؟ بالطبع هذا يحدث مع الجميع، فعمالقة الأزياء السريعة يهتمون فقط بالنتيجة النهائية لشكل الملابس، ولكنهم لا يعبأون إذا تهالكت بعد أول غسيل لها، أو إذا ما تم التخلص منها بأي طريقة تضر البيئة، فكما ذكرنا سابقًا أن ما يريدونه هو أن يشتري المستهلك أكبر قدر من الملابس في أقل وقت ممكن.
نحن بلا شك كمستهلكين نساهم بشكل كبير في تلك الكارثة بزيادة استهلاكنا وعدم إعادة تدوير الملابس بل والتخلص منها بطرق مضرة للبيئة، وهنا بعض النصائح التي نرجو أن تتبعها للحد من أضرار الموضة السريعة:
وأخيرًا، بعد أن عرفت مدى خطورة صناعة الأزياء السريعة على البيئة وعليك أنت بشخصك، هل ستستمر في شراء تلك الأزياء بدون وعي؟
مع الإصدار الذي طال انتظاره لميزة حالات تليجرام Telegram Stories، يبرز تساؤل مهم... هل يمكن…
إليك قائمة بالأدوات والمنتجات الأساسية لتنظيف الحمام، بالإضافة إلى كيفية استخدامها.
سنتحدث عن أسباب تسرب الماء من المكيف السبليت والتي تتضمن الفلاتر المسدودة وخط التصريف المسدود…
سنقوم بعمل طاجن البامية التقليدي بدون إضافات، ولكن بالتيقن من أن كل مكون هو مكون…
طريقة أقل تكلفةً للحصول على قشور السيليوم، ,وهي أن نقوم بعملها في المنزل. طريقة من…
هنا سنمحى الصورة الذهنية المليئة بالسكريات بتقديم طريقة صحية ولذيذة لعمل مربى الفراولة والتي تناسب…