تعليم اعادة التدوير للاطفال ضروريّ جدا لأن التربية في وقتنا الحالي تتخلّلها مسؤولية كبيرة جدا إذا أخذنا بعين الاعتبار العديد من العوامل من أهمها الأوضاع الاقتصادية المتأزمة في أغلب الدول النامية إضافة إلى التطوّر التكنولوجي المُتسارع بشكل يصعب معه توقّع مستقبل أبناءنا وطبيعة أسلوب حياتهم حين يكبرون لأن الأخطار محدقة من كل جانب.
فبالرغم من ميزة التواصل اللحظي التي توفرها وسائل التواصل الاجتماعي مثلاً والتي لم تكن متوفرة لأجيال سابقة هذا لا ينفي أن العالم الافتراضي يُعد أيضا مكان يعجّ بالمخاطر ويُشكّل تهديدا مباشراً على البالغين، اليافعين وصغار السن الذين دائما ما يجدون طريقهم إليه مهما كانت نوعية اجراءات الاحتياط التي قد يتخذها أولياء أمورهم في هذا الموضوع، هذا إذا كانوا واعيين أصلا بأهمية هدا الأمر.
وهنا يأتي الوجه الآخر لعصر الثورة المعلوماتية الذي نعيش فيه، نعم هو سيف ذو حدين ومعرفة كليهما شيء بالغ الأهمية فحين نتحدّث عن مساوئ الانترنت وتأثيراته السلبية على حياة أطفالنا يجب ألا ننسى أنه سلاح فتّاك إذا عرفنا كيفية استغلاله لمحاربة الأخطار المستقبلية التي قد تتعرّض لها أجيال المستقبل، كيف ذلك؟
خريطة المحتوى
لما يجب أن نأخذ اعادة التدوير للأطفال على محمل الجد؟
موضوع مهم لم يكن لينتشر لولا سرعة انتقال المعلومة التي يوفرها المحتوى الرقمي، وبالنسبة لقضايا البيئة ومشاكل الاحتباس الحراري والحالة الكارثية التي أضحى عليها كوكبنا لعب الانترنت دوراً لا يستهان به في تثقيف عامة الناس وتوعيتهم بضرورة القيام بدورهم في محاربة السلوكات الاستهلاكية المفرطة واللامسوؤلة التي تهدد صحة وحياة جميع الكائنات الحيّة أولها الإنسان.
في صيف 2018 نشرت غريتا ثونبرغ؛ الفتاة السويدية ذات الستة عشر عاما صورتها على الإنستغرام جالسة على الأرض أمام مبنى البرلمان أمامها لافتة كتبت عليها بخط يدها:
“إضراب مدرسي من أجل المناخ”
وأمامها منشور آخر مكتوب فيه:
“نحن الأطفال لا نفعل عادة ما تخبروننا به أنتم أيها الكبار. نقوم بما تقومون به. وبما أنكم لا تأبهون لمُستقبلي، أنا لا أكترث أيضاً“
كان لدى غريتا اهتمام مبكّر بقضية المناخ ولكن زاد أكثر عندما أخبرها أساتذتها أنه من أجل الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري، لابد من توفير الطاقة وإعادة التدوير، وهو الشيء الذي أخذته على عاتقها بشكل جدّي يفوق جديّة كلّ أولئك السياسيين والمُتحدثين باسم البيئة.
أسمعت هذه الشابة اليافعة صوتها للملايين حول العالم عن طريق السوشيال ميديا، في وقت وجيز تفاعل مع حملتها ملايين المراهقين وطلبة المدارس الذين نظموا بدورهم حملات ومظاهرات غطت أحداثها أكبر الصحف والمنصات الإعلامية العالمية.
قصة نجاح غريتا ثونبرغ في لفت انتباه أنظار العالم لقضايا البيئة أكبر دليل على ضرورة إدماج إعادة التدوير في المهارات التي نُعلّمها لأطفالنا بشكل يومي، لأنه لا يمكن الاستهانة أبدا بما يمكن أن يفعله الشباب اليافع وحتى الأطفال.
بالتأكيد هم انعكاس واضح لبيئتهم، المبادئ و السلوكات التي يقوم بها البالغون، وهم أكثر قوة من أجيال مضت لأنهم يملكون سلاح المعلومة المجانية التي تصلهم بسرعة البرق، لذا يجب تعليمهم وتثقيفهم حول عالمهم الخارجي وكيف يستطيعون استغلال مواردهم الطبيعية بشكل مُستدام عبر إتقان مهارات تدوير الأشياء المتوفّرة حولهم.
لذلك سوف تتعرفون معنا في هذا المقال على بعض الأفكار الاستثنائية لمشاريع حرفية سهلة الإنجاز داخل المنزل.
بعض افكار لاعادة تدوير للاطفال
مما لا شك فيه أن الأطفال يستمتعون دائمًا بصنع الأشياء بأيديهم الصغيرة، فدائماً ما تكون أوقاتهم الأفضل هي تلك التي يقضونها بالمدرسة في تجربة الألوان، الصباغة والمواد المتعددة الاستخدام لخلق أشكال وأشياء لطيفة ومُحببة.
ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن جلب هذه المتعة إلى المنزل وجعل هؤلاء الصغار ينخرطون في مشاريع فنية مع إخوانهم!
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تحقق هذا من خلال ميزانية بسيطة جدا، إعادة تدوير أشياء قديمة أو مستعملة والتحلّي ببعض الصبر طبعاً.
منحوتات كرتونية ثلاثية الأبعاد لإعادة تدوير منزلي ممتع وفَعال برفقة الصغار
سوف تتعرّف الآن على فكرة مبتكرة تمكنك من استخدام الكرتون المتوفّر في المنزل وتعليم أطفالك مهارة إعادة التدوير بشكل بسيط سيوفر لهم لحظات مرحة ومفيدة على المدى الطويل.
يمكن للأطفال من خلال هذا النشاط ملاحظة الخصائص المغناطيسية والأشكال الهندسية لأن التدريب العملي والاستكشاف المفتوح يساعد على بناء شخصيات مُفكّرة ومُبدعة قادرة على حل المشكلات، وهو أمر حيوي لنجاحهم في المستقبل.
سيتوجب عليك ادخار بعضاً من صناديق الورق المُقوّى المُموّج من الداخل عوض رميها في مكب النفايات، من الأفضل ألا تحتوي على علامات معينة وألا تكون سميكة أكثر من اللازم تماما كالتي تظهر في الصور.
الأدوات
- ورق مقوى مموج.
- سكين متعدد الاستخدام.
- مقص.
- مسدس الغراء الساخن.
- شريط لاصق مغناطيسي.
- طلاء (اختياري).
الخطوات
- من أجل إنشاء أشكال كرتونية ثلاثية الأبعاد، استخدم السكين لقطع شرائط من الورق المقوى، ثمّ قطّعها إلى حوالي إنشين على 10 إلى 12 إنش.
- قم بطيّ شريط الكرتون بالشكل الذي ترغب به كمثلث، مربع أو مستطيل أو معيّن شبه منحرف.
- الآن ضع خطًا من الغراء على طول حافة شريط الورق المقوى، ثم أعد طيّه إلى شكله مرة أخرى، ضاغطاً الطرفين معاً لمدة 30 ثانية تقريبا حتى يَيْبَس ويتصلّب الغراء.
4. كرّر هذه العملية مع المزيد من شرائط الكرتون والأشكال المتنوعة، يمكنك تجربة أشكال وأحجام مختلفة أيضًا.
5. يمكنك بعد ذلك إلصاق الشريط الممغنط على ظهر الأشكال الكرتونية، للقيام بذلك، قص جزء من الشريط الممغنط وقم بثنيه على انحناءه الطبيعي لتسويته للخارج، ثم أزل دعامة الورق، واضغط على الجانب اللاصق في أحد جوانب شكل الكرتون. يمكنك إضافة الشرائح المغنطة إلى جانب أو جميع جوانب الأشكال من الورق المقوى حسب الرغبة. إذا كنت تريد أن تكون منحوتتك الكرتونية مُلوّنة، فإنني أقترح صباغتها أولاً قبل تطبيق الشريط الممغنط.
6. الحقيقة أن إضافة الألوان إلى هذه الأشكال يضفي عليها بالتأكيد لمسة جمالية استثنائية، يمكنك اختيار الألوان التي تريد أو يرغب بها طفلك واجعله يُشارك في طلاء القوالب الكرتونية.
7. حين يجفّ الطلاء، استمتع مع طفلك ببناء منحوتات ثلاثية الأبعاد مختلفة ومتنوعة، حقّا يمكنك صنع ما لانهاية من السحر الحرفي الجَذَّاب.
يحمل هذا المشروع المُميز فياعادة التدوير للاطفال في طيّاته العديد من الفوائد، فاللعب بالأشكال الهندسية المتنوعة ممتع جدا وخلاّق ويُفسح للصغار الانفتاح على عالم المنحوتات التجريدية الحديثة بجميع أنواعها وتكويناتها.
كما تُتيح خفة وزن الورق المقوى عملية بناء وتشكيل بطرق غير ممكنة مع قوالب مصنوعة من مواد أخرى. والأهم من كل هذا أن طفلك يتمكن من إدراك مفهوم إعادة تدوير الأشياء بطريقة عملية ومرحة.
هل أنت مستعد الآن لتجربة هذه الفكرة الرائعة ؟ شاركنا بالنتيجة من خلال صورة أو تعليق.
اصنع حديقة سحرية مُصغرة مع طفلك تمامًا كما في القصص!
شاهد خيال أطفالك ينطلق حين يُشاركون في هذا المشروع الغريب.
البستنة برفقة الصغار عموما قد تكون صعبة ولكنّها تُعلّم الصبر والنفس الطويل حتمًا. من أجل اعادة التدوير للاطفال ناجحة، علمهم كيف يزرعون بعض البذور وشجعهم على متابعة نموّ عملهم. ستحتاج فقط بعض المكونات البسيطة والقليل من الإبداع.
الأدوات
- تُرْبَة صالحة للزرع.
- أصِيص الزرع.
- نباتات وأزهار.
- صخور صغيرة كالتي في الصورة.
- بيت عصافير خشبي.
- عدّة الغرس.
الخطوات
- استعمل العدّة لغرس براعم الزهور أو البذور في التربة.
- رتّب الصخور وبيت العصافير الخشبي لتصميم المنظر الطبيعي المراد خلقه.
- وأخيرا يمكنك أن تطلق العنان أنت أيضا للطفل الصغير بداخل وتتخيّل أنك ترشّ بعض الغبار السحري على حديقتك.
هذا المشروع الصغير سيمكّنك من تعليم صغيرك إعادة استعمال أشياء بسيطة للغاية متواجدة في محيطه حيث سيتعلّم أن يعطي قيمة لكل شيء حوله حتى تلك الأشياء الجامدة التي نُلقي بها فالنفايات؛ بقايا ألعابه المحطّمة وتلك التي ملّ منها ولم يعد متحمسا لها كما في السابق، مثل بيت العصافير الخشبي، فراشات ألعاب… حقا يمكن إضافة أي شيء لهذه الحديقة إذا كان سيضفي لمسة سِحْرِيّة خَلَّابة.
كما يمكن أن يُدرك طفلك مع أنشطة مثل هاته أنه قادر على صنع التفاصيل المُعقدة الجميلة والممتعة من خلال الجمع بين تلك التي تكون بسيطة ومملة.
إطار صورة من الصدف البحري البراق تذكر أطفالك دائمًا بجمال الشاطئ
هذا المشروع السهل والبسيط مثاليّ جدا للأطفال بعد عودتهم من العطلة الصيفية على الشاطئ، حيث غالبا ما سيكونون قد جمعوا الكثير من الأصداف البحرية الجميلة ليحتفظوا بها طوال السنة حتى تذكّرهم بالأوقات الممتعة التي قضوها في الصيف.
سنعرض عليك في هذا المقال طريقة مبتكرة لحفظ ذكريات أولادك بأجمل طريقة ممكنة من خلال تدوير أصدافهم البحرية وعمل إطار خشبي لصورتهم على رمال الشاطئ مثلا.
الأدوات
- أصداف بحرية.
- غليتر.
- غراء أبيض ومسدس غراء ساخن.
- إطار خشبي.
الخطوات
- ابدأ ببسط طبقة رقيقة من الغراء فوق الصدفات باستخدام فرشاة اسفنجية.
- لا تنس عامل الوقت لأن الغراء يجفّ بسرعة لذا رشّ الغليتر فوق الصدف.
- ألصق أصدافك البحرية بإطار الصورة الخشبي مستعملا مسدس الغراء الساخن.
- أضف طبقة أخرى من الغراء الأبيض لزيادة لمعة الإطار وإحكام سَدّ الفجوات بين الأصداف إذا رغبت في ذلك.
- دع طفلك يختار المكان الذي يريد لعرض إطاره الجميل حيث يستمتع به هو وأصدقاؤه!
كانت هذه ثلاث أفكار في اعادة التدوير للاطفال ، انتقيناها لكم بعناية وحبّ، ويسرنا أن نعرف آرائكم في التعليقات.
ستجدون دائما أكثر المواضيع تميّزا على موقعنا. إذا أعجبكم هذا المحتوى بالتأكيد سينال إعجابكم هذا المقال عن كيفية تعليم طفلك صنع بطاقة معايدة.